عندما سرق "بشار طلال الاسد" حلم "الحاج عبدالله"!؟

23.10.2021 | 21:36

عندما سرق "بشار طلال الاسد" حلم "الحاج عبدالله"!؟

الاغتراب في سوريا واقع ليس بجديد، الاحداث الاخيرة صحيح دفعت بملايين السوريين الى الهجرة في ظرف طارئ وكارثة كبرى، ولكن كان دائما المستقبل بالنسبة للسوريين القادرين والطموحين خلال العقود الماضية هو خارج حدود الوطن.

فكان في مخططات الكثير من الشباب السفر والعمل في الخارج ، اميركا، دول الخليج، افريقيا اوروبا.. في اي مكان يمكن للانسان ان ينال ما يستحق في مقابل الجهود التي يبذلها والمهارات التي يمتلكها، يبحث عن دولة حقيقية لا تصادر مستقبل الناس ولا تشاركهم فيه ولاتهددهم بسرقة احلامهم عندما تتحقق.


لمشاهدة التقرير على اليوتيوب .. اضغط هنا


الحاج عبدالله هو واحد من الاف السوريين الذين سافروا الى السعودية، قضى قرابة ثلاثة عقود هناك ليؤمن لاسرته حياة كريمة ولكن دائما كان قلبه معلقا بالوطن.

مثله مثل الكثيرين لديه خطة للعودة في العطل السنوية وقضاء ما يتبقى من العمر في مدينته جبلة.

هذا طقس سوري بامتياز ان يتغرب الانسان وهو شاب وهمه ان يبني بيتا له في ضيعته او بلدته او ان يشتري شقة في مدينته ويعود ولديه المؤنة التي تحميه من العوز في بلد لا حماية لشيبة احد فيه.

تغرب عبد الله وتحمل اعباء العيش بعيدا عن وطنه واهله، واستطاع ان يجمع مبلغا من المال اشترى فيه بيتا (فيلا) على كورنيش مدينته على البحر، حلم طالما سعى لتحقيقه وكاد ان يتحقق.

فبعد ان تملك الفيلا، اندلعت المظاهرات والاحتجاجات في سوريا التي تطورت سريعا الى مواجهات مسلحة، ونبتت بشكل سريع المليشيات التي تتبع الى الطرفين وكان للنظام في سوريا ميليشياته الدفاع الوطني، مغاوير البحر، قوات العشائر السورية.. كثير من الاسماء يصعب حفظها تم تسليح المدنيين من خلالها وضمهم لما يعرف باسم القوات الرديفة.

هذه القوات التي اصبحت لها اليد الطولى في مناطق تواجدها، مسؤولة عن الحواجز، عن الامن، عن فض النزاعات واخيرا عن حماية المنطقة.. الامر الذي يعطيها الحق في تجاوز كل شيء بما في ذلك القانون..

ونصب على رأس كل مجموعة قائد في كل شارع منطقة مدينة.. صلاحياته واسعة ويحظى بدعم كل الجهات المختصة..

ومن اعمال هذه القوات ايضا، الارتزاق فالراتب الذي لا يتجاوز 30 دولار لا يكفي لضمان ولائهم للنظام فتطلق يدهم في فرض الاتاوات على الحواجز وفي تعفيش المنازل الخالية وفي تغليب باطل على حق في حال دفع المعلوم.

وبالطبع لا يمكن لقادة القوات الرديفة ان يردوا طلبا للجهات التي تؤمن لهم الحماية، الجهات ذات النفوذ التقليدي في المنطقة.

تم مهاجمة فيلا الحج عبدالله مع بداية الاحداث فقط لانه يعمل في السعودية.. حيث اصبحت البلد التي يعيش فيها الانسان الطائفة التي ينتمي اليها المنطقة القادم منها تهمة بحد ذاتها.

في بداية الاحداث كان كل ساكن في ريف دمشق هو متهم ويمكن ان يتعرض لكل الممارسات من التفتيش وحتى الاعتقال والقتل.

ثابت المحيسن صحفي كان يعمل في سيريانيوز خريج جديد من كلية الاعلام في دمشق، اخر مرة سمعنا منه عندما اوقفه حاجز على مدخل قدسيا حيث كان يسكن وهو اصوله من دير الزور، واختفى بعدها ولم يظهر له اثر حتى اليوم.

احرقت الفيلا وسرقت لان الحج عبدلله تم احتسابه على الطرف السعودي وفي الحقيقة بان الحاج عبدلله بعيدا كل البعد عن السياسة وعن الاصطفاف السياسي ، هو رجل يريد ان يكمل مسيرة حياته بسلام ويعيش في بيته الذي اشتراه في جبلة اخر سنوات عمره هذا كل ما يهم.

ويظهر شخص في الواجهة سائق " معتر" لدى قيادي في الدفاع الوطني ومعه عقد شراء للفيلا ..

لم يستطع القضاء ان يحمي الحج عبدلله ويمكنه من الاحتفاظ بملكه، بعد سنوات من التقاضي ثبتت ملكية الفيلا للسائق بعقد مزور ومثبت واقعة التزوير من خلال القضاء نفسه ، ومنها للمسؤول في الدفاع المدني واليوم هي باسم طلال بشار الاسد ابن عم الرئيس السوري وقائد ما يعرف بالفوج 313 وهو مليشيا ضمنا يعمل نظريا تحت مسمى القوات الرديفة وله صلاحيات واسعة في منطقة الساحل.

لم يجد الحاج عبدالله بعد ان اغلقت كل الابواب عليه سوى ان ينشر وقائع القضية على صفحته على الفيسبوك شاكرا القضاء والوزارء والمسؤولين مناشدا الرئيس بشار الاسد ليرد له حقه.

قلت في تسجيل سابق، بان الناس دائما تستنجد بالرئيس لاننا في بلد لا دولة فيه ولا قانون واليوم هناك عشرات الالاف من المنضمين الى التشكيلات الامنية والعسكرية المتعددة لديهم قانونهم الخاص ومرجعيتهم خارج اطار الدولة السورية.

بطبيعة الحال المناشدة لن تأتي باية نتيجة.. هناك شركاء للنظام في الساحل معنيين في ضبط الاوضاع ومنعها من الانفجار، لا يمكن للرئيس ان يطال مصالح هؤلاء..

اليوم اكثر من يوم امس هذا موجود ولكنه لم يكن يوما غائبا عن الساحل الذي تعرض اهله للتشبيح اكثر بعشرات المرات ما تعرض له الاهالي في باقي مناطق سوريا.

يكفي ان جميل الاسد الى وقت ليس ببعيد كان لديه مكتب تخليص جمركي يجمع اتاوة شهرية من كل مكاتب التخليص باللاذقية ولا تمرر الجمارك اي معاملة الا اذا كان ختم مكتبه (الساحل) عليها.. هكذا سلبطة بدون اي قرار او قانون او اي حق.. الا لانه قريب الاسد..

والامثلة كثيرة في الخمسين عاما الماضية لاطلاق يد الشبيحة وقطاع الطرق ليكونوا طبقة فوق الدولة والقانون.. الفرق بانهم كانوا بالعشرات واليوم اصبحوا بعشرات الالاف.

ما يزال الحاج عبدالله ينتظر ردا على منشوره.. هاتفا.. اجراءا يعيد له البيت الذي وضع به شقاء عمره.. ولكني انا شخصيا اعتقد بان انتظاره سيطول..

هي حالة خاصة ولكنها تعكس واقعا عاما، نحن نريد ان ننتهي من كل هذا، نريد دولة تأخذ بيد ابنائها الى المستقبل وتحمي حقوقهم ويكون الناس كل الناس من الرئيس الى اصغر عامل فيها سواسية امام القانون..

لمتابعة القناة على الفيسبوك .. اضغط هنا 



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved